يولي صاحب الجلالة أهمية قصوى للدور الجوهري التي تقوم به الجماعة المحلية بمختلف مستوياتها , خاصة في المناطق القروية والنائية , فالتوجيهات الملكية أدت الى مضاعفة جهود بعض الجماعات القروية والتي تحاول أستباق الزمن من خلال تحقيق برامج تنموية واعدة والانشغال بخلق مشاريع وانجازات أنجزت أو في طور الانجاز ذات بعد اجتماعي يستجيب لحاجيات ومتطلبات الساكنة .

ومن الجماعات القروية التي استجابت لنداء صاحب الجلالة نجد جماعة ” أنركي ” باقليم أزيلال , هذه الجماعة التي تبعد عن مدينة أزيلال بحوالي 130 كيلو متر , ويبلغ عدد سكانها أزيد من 4000 نسمة , وعدد دواويرها هو 9 دواوير , ويرتكز الاقتصاد فيها على تربية المواشي بالدرجة الأولى والفلاحة المعاشية والسياحة الجبلية , وهذه الجماعة القروية القابعة في سفوح جبال الأطلس رغم التضاريس الصعبة الوعرة المحيطة بها , الا أن من سيزورها سيعشقها , خصوصا أنها عرفت طفرة نوعية في السنوات الخمس الأخيرة على يد رئيس جماعتها ” محمد أورجدال ” الذي عمل و يعمل على تبني منهجية التخطيط الاستراتيجي القائم على مقاربة تشاركية , تشاورية وشمولية , تندمج فيها المؤسسات الخاصة والعامة المركزية واللاتمركزية والمجتمع المدني .

ومن خلال استطلاع طاقم موقع ” المسار الجديد ” الى جماعة انركي وجدنا أن ما حققته هذه الجماعة في ظرف خمس سنوات فقد لمسنا أنه ليست هناك أي اختلالات في التسيير , وأن الجماعة سليمة وتدير شؤونها بالواضح الملموس رغم الاكراهات المالية التي تعرفها , ومن المنجزات التي انجزت أو في طور الانجاز متمثلة فيما يلي :

– في البنية التحتية والطرق أنجزت عدة مشاريع في هذا المجال فبد أن كانت جماعة لا تتوفر على طرق معبدة أو على طرق رابطة بين الدواوير , الا أن المجلس بدل مجهودات لا يمكن أن نثمنها وذلك بانجاز مجموعة من المشاريع في هذا الجانب :

1- فتح الطريق الرابطة بين جماعة ” أنركي ” و ” أملشين ” ( الشطر الأول ) على مسافة 14 كلم , بتكلفة مالية تبلغ 35 مليون درهم بدعم من وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك .

2- استكمال الطريق الرابطة بين جماعة ” أنركي ” و ” أملشين ” ( الشطر الثاني ) على مسافة 9 كلم , بتكلفة مالية تبلغ 20 مليون درهم بدعم من مجلس جهة بني ملال – خنيفرة .

3- فتح الطريق الرابطة بين جماعة ” أنركي ” و ” زاوية أحنصال ” ( الشطر الأول ) على مسافة 12 كلم بتكلفة مالية اجمالية تبلغ 35 مليون درهم بدعم من المجلس الاقليمي لأزيلال .

4- استكمال الطريق الرابطة بين جماعة ” أنركي ” و ” زاوية أحنصال ” على مسافة 8 كلم بتكلفة مالية تبلغ 10 ملايين درهم بدعم من مجلس جهة بني ملال – خنيفرة والمجلس الاقليمي لأزيلال.

5- اصلاح الطريق الرابطة بين جماعة ” أنركي ” و ” تكلفت ” على مسافة 15 كلم بتكلفة مالية تبلغ 7 ملايين درهم بدعم من برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.

6- فتح المسالك الرابطة بين الدواوير ومركز الجماعة حوالي 11 كلم ( تيدوا – أسكمود – أكردلوبا ) .

7- اصلاح وتهييئ وفتح الطريق الرابطة بين ” أنركي ” و ” تيلوكيت ” على مسافة 12 كلم بتكلفة مالية تبلغ 14 مليون درهم بدعم من مجلس جهة بني ملال – خنيفرة .

8- انجاز قنطرتين على واد ” أسيف ملول ” في اطار شراكة مع جمعية ” أدمر ” ومجموعة الجماعات الأطلس الكبير والمتوسط , بتكلفة مالية تبلغ 1.6 مليون درهم , والدواوير المستفيدة ( أيت بولمان – انداحن – أيت خويا ) .

– في الجانب الصحي : اذ نعلم جميعا أن جل الجماعات القروية في المغرب تعاني في هذا المجال وجماعة ” انكري ” ليست وحدها التي تعاني , لكن للتخفيف من تلك المعاناة قام المجلس الجماعي لأنكري بانشاء دار للأمومة تخفيفا منها للمعاناة التي تعشيها الحامل قبل الولادة , وهي دار قريبة للمستوصف. ومجهزة جيدا لاستقبال الحوامل , وأنجزت هذه الدار بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ويتم تسييرها من طرف جمعية محلية , بالاضافة أن الجماعة تتوفر على مركز صحي ودار للولادة وسيارتين للاسعاف .

– في الجانب التعليمي : اذ هذا الجانب سيظل الهم الشاغل لجميع المجالس الجماعية القروية بدون استثناء , ولكن جماعة أنكري رغم الاكراهات فهي تساير هذا القطاع بشكل أو باخر , فقد تم فتح نواة اعدادية بالمركز – القسم الداخلي – مدرسة جماعتية , والمستفيدات هم 180 تلميذ وتلميذة , كما أن الجماعة تعززت بأسطول 3 سيارات للنقل المدرسي بدعم من عمالة أزيلال .

– في قطاع الكهرباء : فقد كانت تعيش جماعة ” أنكري ” قبل سنوات في عزلة , لكل بفضل الجهود المبذولة فقد تم تزويد مجموعة من المداشر بالكهرباء وهي :
1- ربط دواري ( أسكمود – تميقيت ) بالشبكة الكهربائية واستفاد منه 400 نسمة .

2- ربط دوار ( كوسر ) بالكهرباء بتكلفة مالية 3.2 مليون درهم في اطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية واستفادت منه 150 نسمة .

3- ربط دوار ( باطلي ) بالكهرباء بتكلفة مالية 1.2 مليون درهم في اطار برنامج تقليص الفوارق المجالية واستفاد منه 75 نسمة .

4- ربط دواري ( تيدوا – اغيل ) بالكهرباء بتكلفة مالية 28 مليون درهم في اطار برنامج تقليص الفوارق المجالية واستفاد منه 60 نسمة .

– أما في قطاع الماء فنجد أن الجماعة قامت بتفويت مجال تدبير الماء الصالح للشرب الى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب .

– أما في المجال الجمعوي فقد عقدت الجماعة شراكة مع مجموعة من الجمعيات منها شراكة مع جمعيتين بمراكش وبني ملال من أجل استقبال المرضى بها , كما أنا لها شراكة مع جمعية ” دريم تيم ” الرياضية وذلك من أجل التعريف بالمنطقة سياحيا بتنظيم أنشطة رياضية كالمراطون الدولي الذي يقام كل سنة , اذ تستقبل الجماعة العديد من السياح في هذه المناسبات , حيث أنها تتوفر على 4 ماوي سياحية .
كل هذه المجهودات الجبارة يحسب لها ألف حساب , اذ هي مجهودات بامكانيات ضئيلة وعجز مالي , لكن الارادة والعمل جعلت من رئيس الجماعة يقوم بكل المجهودات للتعريف بالمنطقة وفض الغبار عنها , ولا ننسى أن كل كل هذه المجهودات جاءت بفضل النهج الرشيد لعامل اقليم أزيلال ” محمد العطفاوي ” الذي دائما يحاول جاهدا المضي بالاقليم الى التحسن .

وبعد استكمالنا لهذا الروبورتاج المتواضع , ودعنا جماعة ” أنركي ” على أمل أن نعود اليها مرة أخرى والاستمتاع بها , كما نوجه الشكر الجزيل لكل من ساعدنا في انجاز هذا الروبورتاج وما هم الا أناس غيورين على منطقتهم الجميلة والساحر.

الرابط

Province: أزيلال